Rechercher dans ce blog

Nombre total de pages vues

jeudi 25 novembre 2010

" يداك أوكتا و فوك نفخ


أجمع المفكرون و الحكماء قديما و حديثا أن الأمثال و الحكم هي خلاصة تجارب الأمة و ضميرها الحي و هي حصة دراسية هامة من الحياة .
ومنها تنتقل الخبرات من جيل إلى جيل . و للعرب اهتماما خاص بالأمثال الحكم و لكن الطريف و الغريب أن لكل مثل من أمثالهم قصة , قد تكون واقعية أو أنها نسج من الخيال , و كانت تقال مع المثل ربما ليكون أكثر وقعا في النفوس .
و قصتنا تروي أن إعرابيان اتفقا على السفر معا فلم يكن السفر مرغوبا لفرد واحد فالطريق طويلة , و الصحاري و البوادي مليئة بالمخاطر و لابد من صحبة في السفر طال الطريق أو قصر .
و لأن السفر كان شمالا حيث تكثر الأودية و الأنهار فقد أخذ كل منهم قربة- و هي الأداة المستعملة آنذاك في عبور الأنهار " مصنوعة من معدة الشاة " حيث يتم نفخها و ربطها من الطرفين و يلجأ إليها من لا السباحة و غالبا الإعرابي يجهلها . فالصحراء تندر فيها الأنهار و الأعراب لا تعرف السباحة . و انطلقا في المسير إلى أن اقتربا من المكان الذي يقصدانه , و كان عليهما عبور نهر لإتمام الطريق , أخرج كل منهم قربته و شرعا في نفخها و عقدها , كان أحدهم متعاليا و معتدا في نفسه أسرع في تجهيز قربته و شرع بالخوض في الماء , صاح به صديقه منبها :
الحذر الحذر يا صاحبي المياه تبدو عميقة , تأكد من ربط القربة جيدا إلا أن صاحبه لم يعره أهتما ما , و هو يعتقد أن تحذيره جبن لا مبرر له تابع الخوض في الماء , و بسرعة وسط دهشة رفيقه الذي تسمر في مكانه ينتظر ما سيحصل !! وصل صاحبه إلى منتصف النهر , و فجأة تراخت العقدة التي لم يحكم ربطها جيدا , و لم يعد لقربته نفعا بعد أن تسلل إليها الماء و بدأ بالغرق و هو يصيح : أدركني .. أنقذني .. وقف صاحبه جامداً لا يدري ماذا يفعل فهو مثله لا يعرف السباحة و لو نزل إلى الماء لغرقا معا , الآن لا ينفع أي عمل و لكنه صاح به من قلب محروق :

-
ماذا تراني فاعل لك { يداك أوكتا و فوك نفخ } .
و قد أراد بهذا القول الفصيح و العميق في المعنى أنك أنت يا صاحبي قد نفخت القربة بفمك و عقدتها بكلتا يديك فأنت المسؤول عما حصل لك بل و رفضت أن تسمع نصحي و كلامي و عندما أوشكت على الغرق علا صوتك وصياحك طالبا النجدة فما الذي أفعله لك و أنا لا حول لي و لا قوة .
و هكذا ذهب قوله بين العرب مثلا . و هو يقال للمتسرع الذي لا يحسن تدبير أمره و عندما يقع في المحظور يصرخ طالبا للعون و النجدة فعلى كل منا أن يتحمل مسؤولية أفعاله

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire